المزاج
من طرف رسمي محاسنة 2011-12-10, 7:16 pm* منذ زمن السينما الصامته ، ومنهم " ابن الشيخ " والمشرق العربي يمثل ضيفاً دائماً على السينما العالمية ، أخذ في البداية شكل الغموض ، والسحر، وتطور لاحقاً مع ركوب السينما موجة السياسة، وهيمنة توجهات رأس المال الى تشويه صورة الإنسان العربي ، باوصاف من التخلف التي لو جمعناها لجعلت من الإنسان العربي في مرتبة قريبة من مرتبة الدونية والحيوانية، ومع الصراع على النفط تم تعميق صورة الجهل والجشع والبلاهه على هذا الانسان الذي يسير بقدميه الحافيتين على بحر من النفط . بالطبع فإنه لاحقاً تم توسيع الدائرة لتشمل الإنسان العربي والمسلم بما يخدم توجهات السينما الهوليودية والاوروبية.
· فيلم " الذهب الأسود" الذي انتجه التونسي "طارق بن عمار" الذي سبق له وأن شارك شركة "كانون" ( يورام جلوب – مناحيم جولان) كما شارك بإنتاج الفيلم مؤسسة الدوحة للأفلام . (مناحيم جولان هذا طيار حربي اسرائيلي شارك في حرب 1967)
· يستحضر فيلم " الذهب الأسود" مرحلة الثلاثينيات من القرن الماضي قبل اكتشاف النفط في الجزيرة العربية ويفتح على مشاهد الفقر والصحراء القاسية وعلى خلفية صوت الحداء ، تسير قافلة بطريق مليئة بالجثث والدماء. ويقود القافلة امير قبيلة "سالمه" " عمار" (مارك سترونج) ومعه ولديه يضعهما رهينة وضمانة لإتفاقية السلام مع الامير "نسيب" (انطونيو باندرياس) امير منطقة "حبيقة" . حيث يعد الأمير "نسيب" بأن يعيش ابناء غريمه " عوده " و" صالح" مع ولديه "طارق وليلى" . لكن لابد من الإحتفاظ بهما لضمان حالة السلام بين الامارتين . وهذا الشرط القاسي يتم بناؤه على مقولة مررها الفيلم ، حيث يقول " أن العربي يبدل ولاءه مثلما يتبدل شكل الرمل وكثبانها الرملية" ومن هنا يبدأ الفيلم بتمرير مقولاته الخطيرة التي تتسلل الى وجدان المشاهد دون ان يدقق بها كثيراً نظراً لاسلوبية الإخراج والحوارات والمشاهد المليئة بالدهشة والجمال.
· الفيلم يؤسس لصراع بين نقيضين فالامير "عمار" شخصية متزمته تقليدية ترفض اي تغيير على حياة الناس وتستند في جزء من ثقافتها المتزمته الى فتاوى شرعية وقناعات دينية تظهر لاحقاً عندما يقوم "عوده" بمحاورة والده ومستشارية بينما على الجانب الاخر هناك الامير "نسيب" الشخصية المنفتحة والبراغماتية، والتي تتعامل بمرونه وايجابية مع المستجدات ويظهر ذلك من خلال اسلوب إدارة الحكم ومن خلال التعاطي مع الأجنبي وخاصة عندما يحضر من تكساس صاحب شركة امريكية يريد التنقيب عن النفط بالجزيرة.
· يظهر الصراع على "المنطقة الصفراء" وهي منطقة عازلة بين الامارتين وتم الإتفاق على أن تكون منطقة محايده ، لا يجوز التصرف بها إلا بموافقة الطرفين وتعود هذه المنطقة المحايده للاضواء عندما تكشف نتائج المسح على أنها غنية بالنفط ما يترتب على ذلك من رؤية الامير "نسيب" لمستقبل فيه الثراء وبناء المدارس والمستشفيات والطرق، ووسائل الحضارة، مما يجعل من الفقر وصعوبة الحياة التي تعيشها أمراً من الماضي. وامام رفض الامير "عمار" وهروب ابنه "صالح" اليه وقتله لاحقاً ومحاولات "عوده" للتوفيق بين الامارتين "القبيلتين" وما يتخلل ذلك من بروز تيارات عنيفة وشريرة وخبيثة وانتهازية لاتتورع عن القتل بقسوه، وهي تقريباً ذات النماذج التي كانت قد عرضتها السينما العالمية عن الشخصية العربية.
· وبين الحداثة والرجعية تبرز شخصيات الإعتدال وتظهر لتقود المرحلة الجديدة مرحلة منفتحة على الحياة بأساليبها الحديثة ، ومنفتحة على الغرب وخاصة امريكا ففي الوقت الذي يقوم فيه الفيلم بإغلاق كافة الطرق المؤدية الى خيارات أخرى من خلال اتفاق او الوصول الى حل فانه فقط يترك الباب المؤدي الى التعاون مع الغرب مفتوحاً وذلك من خلال موت او سحب السلطة من كل الذين ينتمون الى تقاليد وقيم المنطقة والابقاء على الشخصية القادرة على الانفتاح والتعامل مع الغرب. وهكذا يتم اقصاء كل الشخصيات والابقاء على شخصية "عوده" التي تصل الى خط النهاية بعد أن يبسط سيطرته على الاماراتين وبرعاية امريكية، ليرسم الفيلم خطاً يوصل ما بين مرحلتين مرحلة صراع الامراء ولاحقاً التسليم بهيمنة الغرب على مقدرات العرب من النفط .
· الفيلم ضم مجموعة من الممثلين العالميين، وتم رصد ميزانية عالية، حيث تم تنفيذ المشاهد بحرفية عاليه، سواء مشاهد القتال، اوالمجاميع والاكسسوارات وكافة التفاصيل التي تمثل بيئة تلك المرحلة الى جانب الاداء المتمكن للممثلين . واختار المخرج اماكن للتصوير فيها الكثير من الواقعية التي تعطي جرعة عالية من المتعة للمشاهد، الى جانب السلاسة في تصاعد الاحداث، وتمددها افقيا وعاموديا،والعمل بذكاء على الشخصيات المتناقضه، سواء تلك التي ترفض الهيمنة ضمن مرجعياتها الاجتماعية والثقافية والدينية، او تلك الشخصيات التي تستخدم نفس المرجعيات لتبرير وتعزيز قدوم الغرب وبسط هيمنته، كل ذلك برؤية استشراقية رغم مساهمة راس المال العربي بتمويل الفيلم.
الفيلم من اخراج الفرنسي "جان جاك آنو" وبطولة "انطونيو باندرياس" و"مارك سترونج" و"فريدا بينتو" و"هشام رستم" و"لطفي الدزيري" و"طاهر رحيم" .
· فيلم " الذهب الأسود" الذي انتجه التونسي "طارق بن عمار" الذي سبق له وأن شارك شركة "كانون" ( يورام جلوب – مناحيم جولان) كما شارك بإنتاج الفيلم مؤسسة الدوحة للأفلام . (مناحيم جولان هذا طيار حربي اسرائيلي شارك في حرب 1967)
· يستحضر فيلم " الذهب الأسود" مرحلة الثلاثينيات من القرن الماضي قبل اكتشاف النفط في الجزيرة العربية ويفتح على مشاهد الفقر والصحراء القاسية وعلى خلفية صوت الحداء ، تسير قافلة بطريق مليئة بالجثث والدماء. ويقود القافلة امير قبيلة "سالمه" " عمار" (مارك سترونج) ومعه ولديه يضعهما رهينة وضمانة لإتفاقية السلام مع الامير "نسيب" (انطونيو باندرياس) امير منطقة "حبيقة" . حيث يعد الأمير "نسيب" بأن يعيش ابناء غريمه " عوده " و" صالح" مع ولديه "طارق وليلى" . لكن لابد من الإحتفاظ بهما لضمان حالة السلام بين الامارتين . وهذا الشرط القاسي يتم بناؤه على مقولة مررها الفيلم ، حيث يقول " أن العربي يبدل ولاءه مثلما يتبدل شكل الرمل وكثبانها الرملية" ومن هنا يبدأ الفيلم بتمرير مقولاته الخطيرة التي تتسلل الى وجدان المشاهد دون ان يدقق بها كثيراً نظراً لاسلوبية الإخراج والحوارات والمشاهد المليئة بالدهشة والجمال.
· الفيلم يؤسس لصراع بين نقيضين فالامير "عمار" شخصية متزمته تقليدية ترفض اي تغيير على حياة الناس وتستند في جزء من ثقافتها المتزمته الى فتاوى شرعية وقناعات دينية تظهر لاحقاً عندما يقوم "عوده" بمحاورة والده ومستشارية بينما على الجانب الاخر هناك الامير "نسيب" الشخصية المنفتحة والبراغماتية، والتي تتعامل بمرونه وايجابية مع المستجدات ويظهر ذلك من خلال اسلوب إدارة الحكم ومن خلال التعاطي مع الأجنبي وخاصة عندما يحضر من تكساس صاحب شركة امريكية يريد التنقيب عن النفط بالجزيرة.
· يظهر الصراع على "المنطقة الصفراء" وهي منطقة عازلة بين الامارتين وتم الإتفاق على أن تكون منطقة محايده ، لا يجوز التصرف بها إلا بموافقة الطرفين وتعود هذه المنطقة المحايده للاضواء عندما تكشف نتائج المسح على أنها غنية بالنفط ما يترتب على ذلك من رؤية الامير "نسيب" لمستقبل فيه الثراء وبناء المدارس والمستشفيات والطرق، ووسائل الحضارة، مما يجعل من الفقر وصعوبة الحياة التي تعيشها أمراً من الماضي. وامام رفض الامير "عمار" وهروب ابنه "صالح" اليه وقتله لاحقاً ومحاولات "عوده" للتوفيق بين الامارتين "القبيلتين" وما يتخلل ذلك من بروز تيارات عنيفة وشريرة وخبيثة وانتهازية لاتتورع عن القتل بقسوه، وهي تقريباً ذات النماذج التي كانت قد عرضتها السينما العالمية عن الشخصية العربية.
· وبين الحداثة والرجعية تبرز شخصيات الإعتدال وتظهر لتقود المرحلة الجديدة مرحلة منفتحة على الحياة بأساليبها الحديثة ، ومنفتحة على الغرب وخاصة امريكا ففي الوقت الذي يقوم فيه الفيلم بإغلاق كافة الطرق المؤدية الى خيارات أخرى من خلال اتفاق او الوصول الى حل فانه فقط يترك الباب المؤدي الى التعاون مع الغرب مفتوحاً وذلك من خلال موت او سحب السلطة من كل الذين ينتمون الى تقاليد وقيم المنطقة والابقاء على الشخصية القادرة على الانفتاح والتعامل مع الغرب. وهكذا يتم اقصاء كل الشخصيات والابقاء على شخصية "عوده" التي تصل الى خط النهاية بعد أن يبسط سيطرته على الاماراتين وبرعاية امريكية، ليرسم الفيلم خطاً يوصل ما بين مرحلتين مرحلة صراع الامراء ولاحقاً التسليم بهيمنة الغرب على مقدرات العرب من النفط .
· الفيلم ضم مجموعة من الممثلين العالميين، وتم رصد ميزانية عالية، حيث تم تنفيذ المشاهد بحرفية عاليه، سواء مشاهد القتال، اوالمجاميع والاكسسوارات وكافة التفاصيل التي تمثل بيئة تلك المرحلة الى جانب الاداء المتمكن للممثلين . واختار المخرج اماكن للتصوير فيها الكثير من الواقعية التي تعطي جرعة عالية من المتعة للمشاهد، الى جانب السلاسة في تصاعد الاحداث، وتمددها افقيا وعاموديا،والعمل بذكاء على الشخصيات المتناقضه، سواء تلك التي ترفض الهيمنة ضمن مرجعياتها الاجتماعية والثقافية والدينية، او تلك الشخصيات التي تستخدم نفس المرجعيات لتبرير وتعزيز قدوم الغرب وبسط هيمنته، كل ذلك برؤية استشراقية رغم مساهمة راس المال العربي بتمويل الفيلم.
الفيلم من اخراج الفرنسي "جان جاك آنو" وبطولة "انطونيو باندرياس" و"مارك سترونج" و"فريدا بينتو" و"هشام رستم" و"لطفي الدزيري" و"طاهر رحيم" .
» نهفات
» أعظم جنود الله
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
» الوردة والفراشة
» وفوق كل ذي علم عليم
» عشاق الليل
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
» اشتاقكم
» التين ..... الفاكهة الكنز