.فيلم انا والاجندة.. الدفاع عن جماهير الثورة
تصوير لحظات الذروة..وتذويب الفوارق الاجتماعية
الاجندة الوحيدة للمتظاهرين.. هي اجندة مصر
2012/03/24
العرب اليوم - رسمي محاسنة
كان من الطبيعي ان تتم مهاجمة الثورة, بكل الوسائل المتاحة للنظام والمتنفذين والمستفيدين, وكما تمت مهاجمتها بالعنف والرصاص والقناصة والخيل والجمال, ايضا على الجانب الاخر تم اللجوء الى الترويج الاعلامي الذي يشكك بالثورة وبالقائمين عليها, والاهداف التي قامت من اجلها, ولتدمير سمعة الثورة, تم اتهامها بانها تحمل اجندات خارجية, تخدم مصالح دول اجنبية, وانه تم التغرير بكثير من القائمين على الثورة, وعليه فقد تم تكرار مفردةالاجندة باشكال وتعابير مختلفة وعلى اعلى المستويات.
المخرجة نيفين شلبي رصدت ايام الثورة من 25 يناير ولغاية اعلان تنحي الرئيس مبارك عن السلطة, وهذا الرصد لم يكن بمعنى بانوراما عامه لتوالي ايام الثورة, انما ذهبت الى منطقة اخرى لها علاقة بالناس العاديين, توزعوا بين طبيب يعيش ضمن شريحة اجتماعية عالية الدخل, ويسكن منطقة سكنية راقيه, وبين خريج عاطل عن العمل, واخت شهيد, ورغم اختلاف البيئة والثقافة والمستوى الاجتماعي والمعيشي, الا انه كان يجمعهم امران, الاول انه ليس لهم اية اجندات خارجية, والامر الثاني ان مصر, والحق, والعدالة, وتكافؤ الفرص, هي التي جمعتهم, وبالتالي فان لهم اجندة وطنية, لا مجال للتشكيك بها, لانها اجندة, مصرية الهوية, سواء بالوعي العالي كما هو الامر عند الطبيب وزوجته الطبيبة, او بالفطرة السليمة التي يطالب فيها المصري باستحقاقات مواطنته من وقف الظلم, والغاء التمايز والامتيازات بدون وجه حق, والمخرجة بما حمله فيلمها من بساطة وعمق وعفوية وتلقائية, كانت الرد على الذين اتهموا القائمين بالثورة ان لهم اجندات خارجية.
في ليلة الخامس والعشرين من يناير, خروج عفوي للجماهير, تعلن عن نفسها من اللحظة الاولى, بان خروجها هو خروج سلمي, لذلك رددت سلمية, سلمية في رسالة واضحة الى الامن, بان لا عنف ولا تخريب ولا خروج على المألوف, انما فقط مطالبات بحق المصريين, الذين غيبهم النظام عن الحياة السياسية, وتحكم بمصير حياتهم الاقتصاديه, والوظيفية, وهم يرون في رجال الامن ضحايا نظام مثلهم لذلك تكررت دعوتهم لهم بالانضمام اليهم.
وتقترب كاميرا نيفين شلبي من رجال الامن, خوذاتهم, والواقيات, والمعدات التي جهزتهم بها وزارة الداخلية, وحالة الاستنفار والتعبئة, وايقاع الحركة, هذا في الوقت الذي يدعو فيه المتظاهرين الى عدم الاحتكاك بالشرطة, والابتعاد عن بؤر الاحتكاك معهم, لان هدف المتظاهرون نواة الثورة, ليس الاحتكاك مع الامن, انما هم ضد ممارسات النظام, والحكومة, وما بينهما من تهميش واقصاء للغالبية.
حوالي الواحدة صباحا من ليلة الاعتصام الاولى, تقوم الشرطة بقذف المتظاهرين بخراطيم المياه, والخرطوش, وقنابل الغاز المسيل للدموع, والرصاص المطاطي, يلي هذا المشهد دعم حكومي اعلامي اتهامي, في بيان يصدر للناس على انه تم الاعتداء على الشرطة واستفزاز الامن, وان الاخوان المسلمين دخلوا على الخط, وركبوا الموجة, وان هناك اجندات خاصة تقف وراء هذه الحشود والاعتصامات.
من هنا تبدأ المخرجة عملها, بالبحث عن الحقيقة, والتفتيش عن الاجندات الخاصة التي ترعى المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير, والمفارقة ان هذه الاجندات من الصعب جدا ان تلتقي على ارض الواقع, حيث هناك الاتهام الموجه لاجندات اسرائيلية وامريكية وايرانية وحزب الله, وبالمنطق فانه من الصعب ايجادقاسم مشترك بين هذه الاجندات, ويستمر المسؤولون بالحديث عن اجندات مختلفه, والاجندة الوحيدة الغائبة عن تصريحاتهم هي الاجندة الوطنية المصرية, وكانهم يصورون كل هذه الجموع المحتشدة, انها خرجت واستجابت للاجندات المختلفة.
تذهب الكاميرا الى وجوه مصرية حقيقية, وبذكاء يتم اختيار اسماء ناجحة عمليا, ولها مراكز مرموقة, ومن شريحة اجتماعية مرتفعة, وليس لديها المعاناة المادية, او تحقيق الذاب, لكنها خرجت من اجل مصر, من اجل الحرية والعدالة, طبيب هو وزوجته الطبيبة, لا ينقصهما شيء بالمعايير المادية, لكنهما خرجا من اجل الاخرين, المقهورين, خرجا ضد الفاسدين, وكانت اجابتهما واضحة ان الاجندة الوحيدة التي توجههما هي الاجندة الوطنية المصرية.
وتستمر الحكومة بالعزف على نغمة الاجندات لتهميش قيمة المطالب الجماهيرية في وعي الناس, حيث يحرج عمر سليمان ليغالط الواقع ويقول ان الوضع مستقر, وان هؤلاء الذين في ميدان التحرير, هم مشبوهون, ينفذون اجندات خارجية, وكانه يكاد ان يصفهم بالخيانة, ويردد وهو في حالة من الارتباك والتردد وعدم القدرة على الاقناع, بان الاسلاميين هم من يحركون الشارع.
ويكون الرد على عمر سليمان بالاستهجان, والاستغراب لرئيس جهاز المخابرات ان يتحدث بهذه السطحية, وترديده للمغالطات, ويؤكد هؤلاء ان اجندتهم هي تعديل الدستور, والاختيار الديمقراطي لممثلي الشعب, وانتخاب الرئيس, وانهم يبحثون عن الحريات, والعدالة والمساواة, وتظهر سيدة تقولاحنا مش لاقيين ناكل فالظلم والجوع وغياب العدالة, والفقر والبطالة, هي عناوبن الاجندة التي خرج الناس يحملون شعاراتها. وربما يكون الرد الاكثر بلاغة وتأثيرا على كل اداءات المسؤولين بوجود اجندات خاصة, هو ذلك الرجل الذي تحدث بعفوية وصدق وحرقة, عبر عن نفسه بدون رتوش او مكياج او تردد, خرجت الكلمات كما هي, صاحبتها دموع جارحة بسبب سنين القهر والظلم والجوع.
ثم تأتي التقارير الاعلامية الاجنبية المحايدة, تتحدث عن البنوك وتهريب الاموال, والمليارات, والمحاصصة, وجشع كل من هم قريبون من دائرة القرار, ويتناول ايضا التقرير محاولات سوزان مبارك المستيمتة من اجل ان يتولى ابنها جمال الحكم بعد والده, وتهيئته ليحكم مصر, في تأكيد واصرار البيت الرئاسي على مواصلة التزاوج الفاسد ما بين المال والسلطة, واستمرار العائلة بالحكم.
في جمعة الغضب 28 فبراير, يرصد الفيلم حالة العض على الاصابع بين الطرفين, حيث النظام يتشبث بالبقاء, ويخرج الرئيس, وسط تكذيب المتظاهرين لخطابه, وما رافق ذلك من اعتداءات على المواطنين, والتعامل بعنف وشراسة مع المتظاهرين الذين يسقط منهم شهداء, ثم لاحقا تكليفاحمد شفيق برئاسة الحكومة. لكن المتظاهرين يردون بقوة, واصرار على رحيل الرئيس, ومن ثم يأخذ الفيلم شهادات حية وطازجة من اهل الشهداء, والرصاص الحي.
يظهرمبارك مرة اخرى بخطاب جديد ويتوجه للشباب, ويتحدث عن المسؤوليات, ومستقبل الامة والانجازات والمؤمرات المحيطة, ورفضه لاي املاءات اجنبية في اشارة الى اجندات خارجية تتحكم بمسار المتظاهرين, وبالطبع تتم مواجهة الخطاب بالرفض, ويكون الرد بموقعة الجمل, يعززها احمد سليمان بعودته لتكرار ما ردده سابقا, عن الاجندات الخاصة المرتبطة باجندات خارجية.
ويرصد الفيلم ردود الفعل, التي يتوجها برد الطبيب الذي يقول هذه ثورة كل الشعب, لكن النظام لا يريد ان يسمع الناس, ففي 10 فبراير يظهر الرئيس للمرة الثالثة, ويحمل المتظاهرين وبعض القوى السياسية مسؤولية عن تصاعد العنف, لكن الرد من الجماهير واضح جدا, حيث لن يقبلوا باقل من تنحي الرئيس, ورحيله عن الحكم. ليظهر عمر سليمان ويعلن تنحي الرئيس وتشكيل المجلس العسكري الاعلى لادارة شؤون البلاد, وليكون الخبر العاجل الذي هلل له الشعب, وتصدر مختلف وسائل الاعلام تحت عنوان الشعب اسقط الرئيس.
المخرجة نيفين شلبي تدافع عن الثورة وعن ناسها, وتقدم فيلمها باسم كل المخلصين الذين خرجوا للشارع رفضا للقهر والظلم والفقر والبطالة والمحاصصة وزواج المال بالسلطة, الذين خرجوا ليقولوا لا كبيرة بوجه 30 عاما من الحكم الفردي, ومن استغلال المتنفذين القريبين من دوائر القرار, وبوجه الذين نهبوا مصر, والذين جعلوا مصر تتنازل وتتراجع عن دورها التاريخي العروبي. وهي تقدم فيلمها مستخدمة الوثيقة بشكل عفوي ومقنع, وتختار نماذج اما انها تمثل طبقة مسحوقة وتطالب بحقوقها وكرامتها, او نماذج هي شاهد محايد, تنتمي لطبقة اجتماعية مترفة, ولها مهنتها العالية التي تحقق لها وفرا تجعلها تعيش حياة كريمة, كما انها غير خاضعة لشروط التوظيف والقوى العاملة واستحقاقات البطالة, لكنها ايضا فئة تحس بالناس ومعاناتهم, وتؤمن بحقوقهم, وبالتالي خرجت الى الشارع والميدان والتحمت بالجموع تحت اجندة وطنية مصرية. هذا الى جانب استخدام الوثائق الصادرة عن جهات محايدة والتي توصف الوضع في مصر بموضوعية, وتعطي الصورة الحقيقية عن النظام واعوانه ومجمل الوضع العام دون ان تكون محكومة لشيء سوى الموضوعية والمهنية العالية. وبالتالي يكون الفيلم قد نفى عن المتظاهرين وبقوة اي اتهام بالانضواء تحت اجندات خاصة او اجنبية.وهي ترصد بعناية تلك الوجوه الحقيقية, بانفعالاتها المختلفة المتراوحة بين القلق على مصير الثورة الى الاصرار والتحدي والفرح بتحقيق المنجز, وجوه من مختلف الفئات والاعمار, والطبقات, وكانها تعيد انتاج التكافل الاجتماعي وتمييع ذلك الخط الفاصل بين الطبقات الاجتماعية, وتكاتف الجميع في وحدة جماهيرية مدهشة تطالب بالعدالة وتنزع لبناء مستقبل جديد لمصر الفيلم عرضته الهيئة الملكية للافلام ضمن العروض الخاصة بافلام الثورة
تصوير لحظات الذروة..وتذويب الفوارق الاجتماعية
الاجندة الوحيدة للمتظاهرين.. هي اجندة مصر
2012/03/24
العرب اليوم - رسمي محاسنة
كان من الطبيعي ان تتم مهاجمة الثورة, بكل الوسائل المتاحة للنظام والمتنفذين والمستفيدين, وكما تمت مهاجمتها بالعنف والرصاص والقناصة والخيل والجمال, ايضا على الجانب الاخر تم اللجوء الى الترويج الاعلامي الذي يشكك بالثورة وبالقائمين عليها, والاهداف التي قامت من اجلها, ولتدمير سمعة الثورة, تم اتهامها بانها تحمل اجندات خارجية, تخدم مصالح دول اجنبية, وانه تم التغرير بكثير من القائمين على الثورة, وعليه فقد تم تكرار مفردةالاجندة باشكال وتعابير مختلفة وعلى اعلى المستويات.
المخرجة نيفين شلبي رصدت ايام الثورة من 25 يناير ولغاية اعلان تنحي الرئيس مبارك عن السلطة, وهذا الرصد لم يكن بمعنى بانوراما عامه لتوالي ايام الثورة, انما ذهبت الى منطقة اخرى لها علاقة بالناس العاديين, توزعوا بين طبيب يعيش ضمن شريحة اجتماعية عالية الدخل, ويسكن منطقة سكنية راقيه, وبين خريج عاطل عن العمل, واخت شهيد, ورغم اختلاف البيئة والثقافة والمستوى الاجتماعي والمعيشي, الا انه كان يجمعهم امران, الاول انه ليس لهم اية اجندات خارجية, والامر الثاني ان مصر, والحق, والعدالة, وتكافؤ الفرص, هي التي جمعتهم, وبالتالي فان لهم اجندة وطنية, لا مجال للتشكيك بها, لانها اجندة, مصرية الهوية, سواء بالوعي العالي كما هو الامر عند الطبيب وزوجته الطبيبة, او بالفطرة السليمة التي يطالب فيها المصري باستحقاقات مواطنته من وقف الظلم, والغاء التمايز والامتيازات بدون وجه حق, والمخرجة بما حمله فيلمها من بساطة وعمق وعفوية وتلقائية, كانت الرد على الذين اتهموا القائمين بالثورة ان لهم اجندات خارجية.
في ليلة الخامس والعشرين من يناير, خروج عفوي للجماهير, تعلن عن نفسها من اللحظة الاولى, بان خروجها هو خروج سلمي, لذلك رددت سلمية, سلمية في رسالة واضحة الى الامن, بان لا عنف ولا تخريب ولا خروج على المألوف, انما فقط مطالبات بحق المصريين, الذين غيبهم النظام عن الحياة السياسية, وتحكم بمصير حياتهم الاقتصاديه, والوظيفية, وهم يرون في رجال الامن ضحايا نظام مثلهم لذلك تكررت دعوتهم لهم بالانضمام اليهم.
وتقترب كاميرا نيفين شلبي من رجال الامن, خوذاتهم, والواقيات, والمعدات التي جهزتهم بها وزارة الداخلية, وحالة الاستنفار والتعبئة, وايقاع الحركة, هذا في الوقت الذي يدعو فيه المتظاهرين الى عدم الاحتكاك بالشرطة, والابتعاد عن بؤر الاحتكاك معهم, لان هدف المتظاهرون نواة الثورة, ليس الاحتكاك مع الامن, انما هم ضد ممارسات النظام, والحكومة, وما بينهما من تهميش واقصاء للغالبية.
حوالي الواحدة صباحا من ليلة الاعتصام الاولى, تقوم الشرطة بقذف المتظاهرين بخراطيم المياه, والخرطوش, وقنابل الغاز المسيل للدموع, والرصاص المطاطي, يلي هذا المشهد دعم حكومي اعلامي اتهامي, في بيان يصدر للناس على انه تم الاعتداء على الشرطة واستفزاز الامن, وان الاخوان المسلمين دخلوا على الخط, وركبوا الموجة, وان هناك اجندات خاصة تقف وراء هذه الحشود والاعتصامات.
من هنا تبدأ المخرجة عملها, بالبحث عن الحقيقة, والتفتيش عن الاجندات الخاصة التي ترعى المتظاهرين المعتصمين في ميدان التحرير, والمفارقة ان هذه الاجندات من الصعب جدا ان تلتقي على ارض الواقع, حيث هناك الاتهام الموجه لاجندات اسرائيلية وامريكية وايرانية وحزب الله, وبالمنطق فانه من الصعب ايجادقاسم مشترك بين هذه الاجندات, ويستمر المسؤولون بالحديث عن اجندات مختلفه, والاجندة الوحيدة الغائبة عن تصريحاتهم هي الاجندة الوطنية المصرية, وكانهم يصورون كل هذه الجموع المحتشدة, انها خرجت واستجابت للاجندات المختلفة.
تذهب الكاميرا الى وجوه مصرية حقيقية, وبذكاء يتم اختيار اسماء ناجحة عمليا, ولها مراكز مرموقة, ومن شريحة اجتماعية مرتفعة, وليس لديها المعاناة المادية, او تحقيق الذاب, لكنها خرجت من اجل مصر, من اجل الحرية والعدالة, طبيب هو وزوجته الطبيبة, لا ينقصهما شيء بالمعايير المادية, لكنهما خرجا من اجل الاخرين, المقهورين, خرجا ضد الفاسدين, وكانت اجابتهما واضحة ان الاجندة الوحيدة التي توجههما هي الاجندة الوطنية المصرية.
وتستمر الحكومة بالعزف على نغمة الاجندات لتهميش قيمة المطالب الجماهيرية في وعي الناس, حيث يحرج عمر سليمان ليغالط الواقع ويقول ان الوضع مستقر, وان هؤلاء الذين في ميدان التحرير, هم مشبوهون, ينفذون اجندات خارجية, وكانه يكاد ان يصفهم بالخيانة, ويردد وهو في حالة من الارتباك والتردد وعدم القدرة على الاقناع, بان الاسلاميين هم من يحركون الشارع.
ويكون الرد على عمر سليمان بالاستهجان, والاستغراب لرئيس جهاز المخابرات ان يتحدث بهذه السطحية, وترديده للمغالطات, ويؤكد هؤلاء ان اجندتهم هي تعديل الدستور, والاختيار الديمقراطي لممثلي الشعب, وانتخاب الرئيس, وانهم يبحثون عن الحريات, والعدالة والمساواة, وتظهر سيدة تقولاحنا مش لاقيين ناكل فالظلم والجوع وغياب العدالة, والفقر والبطالة, هي عناوبن الاجندة التي خرج الناس يحملون شعاراتها. وربما يكون الرد الاكثر بلاغة وتأثيرا على كل اداءات المسؤولين بوجود اجندات خاصة, هو ذلك الرجل الذي تحدث بعفوية وصدق وحرقة, عبر عن نفسه بدون رتوش او مكياج او تردد, خرجت الكلمات كما هي, صاحبتها دموع جارحة بسبب سنين القهر والظلم والجوع.
ثم تأتي التقارير الاعلامية الاجنبية المحايدة, تتحدث عن البنوك وتهريب الاموال, والمليارات, والمحاصصة, وجشع كل من هم قريبون من دائرة القرار, ويتناول ايضا التقرير محاولات سوزان مبارك المستيمتة من اجل ان يتولى ابنها جمال الحكم بعد والده, وتهيئته ليحكم مصر, في تأكيد واصرار البيت الرئاسي على مواصلة التزاوج الفاسد ما بين المال والسلطة, واستمرار العائلة بالحكم.
في جمعة الغضب 28 فبراير, يرصد الفيلم حالة العض على الاصابع بين الطرفين, حيث النظام يتشبث بالبقاء, ويخرج الرئيس, وسط تكذيب المتظاهرين لخطابه, وما رافق ذلك من اعتداءات على المواطنين, والتعامل بعنف وشراسة مع المتظاهرين الذين يسقط منهم شهداء, ثم لاحقا تكليفاحمد شفيق برئاسة الحكومة. لكن المتظاهرين يردون بقوة, واصرار على رحيل الرئيس, ومن ثم يأخذ الفيلم شهادات حية وطازجة من اهل الشهداء, والرصاص الحي.
يظهرمبارك مرة اخرى بخطاب جديد ويتوجه للشباب, ويتحدث عن المسؤوليات, ومستقبل الامة والانجازات والمؤمرات المحيطة, ورفضه لاي املاءات اجنبية في اشارة الى اجندات خارجية تتحكم بمسار المتظاهرين, وبالطبع تتم مواجهة الخطاب بالرفض, ويكون الرد بموقعة الجمل, يعززها احمد سليمان بعودته لتكرار ما ردده سابقا, عن الاجندات الخاصة المرتبطة باجندات خارجية.
ويرصد الفيلم ردود الفعل, التي يتوجها برد الطبيب الذي يقول هذه ثورة كل الشعب, لكن النظام لا يريد ان يسمع الناس, ففي 10 فبراير يظهر الرئيس للمرة الثالثة, ويحمل المتظاهرين وبعض القوى السياسية مسؤولية عن تصاعد العنف, لكن الرد من الجماهير واضح جدا, حيث لن يقبلوا باقل من تنحي الرئيس, ورحيله عن الحكم. ليظهر عمر سليمان ويعلن تنحي الرئيس وتشكيل المجلس العسكري الاعلى لادارة شؤون البلاد, وليكون الخبر العاجل الذي هلل له الشعب, وتصدر مختلف وسائل الاعلام تحت عنوان الشعب اسقط الرئيس.
المخرجة نيفين شلبي تدافع عن الثورة وعن ناسها, وتقدم فيلمها باسم كل المخلصين الذين خرجوا للشارع رفضا للقهر والظلم والفقر والبطالة والمحاصصة وزواج المال بالسلطة, الذين خرجوا ليقولوا لا كبيرة بوجه 30 عاما من الحكم الفردي, ومن استغلال المتنفذين القريبين من دوائر القرار, وبوجه الذين نهبوا مصر, والذين جعلوا مصر تتنازل وتتراجع عن دورها التاريخي العروبي. وهي تقدم فيلمها مستخدمة الوثيقة بشكل عفوي ومقنع, وتختار نماذج اما انها تمثل طبقة مسحوقة وتطالب بحقوقها وكرامتها, او نماذج هي شاهد محايد, تنتمي لطبقة اجتماعية مترفة, ولها مهنتها العالية التي تحقق لها وفرا تجعلها تعيش حياة كريمة, كما انها غير خاضعة لشروط التوظيف والقوى العاملة واستحقاقات البطالة, لكنها ايضا فئة تحس بالناس ومعاناتهم, وتؤمن بحقوقهم, وبالتالي خرجت الى الشارع والميدان والتحمت بالجموع تحت اجندة وطنية مصرية. هذا الى جانب استخدام الوثائق الصادرة عن جهات محايدة والتي توصف الوضع في مصر بموضوعية, وتعطي الصورة الحقيقية عن النظام واعوانه ومجمل الوضع العام دون ان تكون محكومة لشيء سوى الموضوعية والمهنية العالية. وبالتالي يكون الفيلم قد نفى عن المتظاهرين وبقوة اي اتهام بالانضواء تحت اجندات خاصة او اجنبية.وهي ترصد بعناية تلك الوجوه الحقيقية, بانفعالاتها المختلفة المتراوحة بين القلق على مصير الثورة الى الاصرار والتحدي والفرح بتحقيق المنجز, وجوه من مختلف الفئات والاعمار, والطبقات, وكانها تعيد انتاج التكافل الاجتماعي وتمييع ذلك الخط الفاصل بين الطبقات الاجتماعية, وتكاتف الجميع في وحدة جماهيرية مدهشة تطالب بالعدالة وتنزع لبناء مستقبل جديد لمصر الفيلم عرضته الهيئة الملكية للافلام ضمن العروض الخاصة بافلام الثورة
2015-05-25, 10:55 pm من طرف سلطان
» نهفات
2015-05-09, 7:05 pm من طرف سلطان
» أعظم جنود الله
2015-05-09, 6:58 pm من طرف سلطان
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
2015-05-09, 6:47 pm من طرف سلطان
» الوردة والفراشة
2015-05-09, 6:37 pm من طرف سلطان
» وفوق كل ذي علم عليم
2015-04-26, 10:19 pm من طرف سلطان
» عشاق الليل
2015-04-26, 9:58 pm من طرف سلطان
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
2015-04-20, 11:02 pm من طرف سلطان
» اشتاقكم
2015-04-19, 9:47 pm من طرف سلطان
» التين ..... الفاكهة الكنز
2015-04-19, 9:33 pm من طرف سلطان