سرّ الرسالة
بعد أن انتهى الملك من الاستماع الى شكاوى رعاياه ، همّ بالخروج للتنزه في حدائق القصر ، وإذا به يسمع صوت جلبة وضوضاء ودق طبول ، فدهش الملك وتساءل عن القادم.
هرول الحراس الى خارج القصر لمعرفة سبب هذه الضوضاء ، ثم عادوا مسرعين ليعلنوا للملك عن وصول رسول من امبراطور الشرق يريد المثول بين يديه. فأمر الملك بإدخاله فورًا وهو في دهشة وحيرة من أمر الرسالة التي يحملها الرسول ، لأنه كان يخشى بطش وقوة امبراطور الشرق.
وعندما دخل الرسول لم ينطق بكلمة واحدة ، بل انحنى راكعًا ثم نهض ، وبسرعة رسم دائرة سوداء حول العرش الذي يجلس عليه الملك ، ثم جلس على المقعد الذي أحضره له الحاجب.
ومن الواضح انه كان لا بد للملك من حل هذا اللغز لكي يفهم سر رسالة الامبراطور ، ورجع الملك الى وزرائه وسألهم عن معنى هذه الرسالة ، ولكن كلا منهم فسّر حل اللغز بالطريقة التي ترامت له ، تضاربت الأقوال فنهرهم الملك قائلا :
« اخرجوا جميعًا الى المدينة ، وليبحث كل منكم عن الحكماء في المملكة ، لكي يحلوا لنا هذا اللغز قبل غروب الشمس ، واذا لم تأتوا بنتيجة فستقطع رقابكم جميعًا.»
خرج الوزراء مهرولين واتفقوا على تقسيم المدينة الى مناطق وقام كل منهم بسؤال الحكماء الذين في منطقته ، ولكن دون جدوى إذ لم يمكنهم تفسير هذا اللغز.
وعندما قاربت الشمس على المغيب وجد أحد الوزراء كوخًا صغيرًا في طرف المدينة ، وعندما دخله وجده خاليًا ، ووقع نظره على ستارة معلقة على شباك تتحرك وحدها برفق وفي حركة خفيفة ومنتظمة وبذلك ترطب جو الحجرة ويصبح هواؤها منعشًا جميلا .. ونظر من شباك الكوخ فرأى بجانبه دكانًا وبه نسّاج عجوز وأمامه منسج ، ولكن الغريب في الأمر أنه وجد الرجل العجوز يراقب الخيوط فقط . والمنسج يتحرك وينسج بدون أي جهد منه .
فرح الوزير وقال لنفسه : لا بد أن يكون هذا الرجل أذكى رجل في الدولة . فأتجه اليه وقصّ عليه القصة وبعد فترة من التفكير ، قال النسّاج : «لقد عرفت مضمون الرسالة واعددت الرد ، انتظرني لحظة وسأحضر معك في الحال».
ذهب الرجل الى كوخه وأحضر لعبتين صغيرتين واخذ دجاجة حيّة وقال للوزير:
« هيا بنا «.
دخل الوزير والرجل الى القصر ، وفي الحال وضع الرجل اللعبتين أمام الرسول ، وردًا على ذلك اخرج الرسول من جيبه حفنة من القمح وبعثرها أمام الملك ، وبعدها أطلق النسّاج الدجاجة التي كان يحملها فالتقطت كل الحبوب بسرعة.
وبعدها قام الرسول وانحنى أمام الملك وغادر قاعة العرش بدون أن ينطق بكلمة واحدة ، ثم قال الملك للنسّاج :
« لقد حللت لنا لغز الرسالة ولك ما تطلب ، ولكن أحب أن تفسّر لي الرسالة وردك عليها .»
رد الرجل قائلا : « يا جلالة الملك ! ان الدائرة السوداء معناها ان الامبراطور سيرسل جيشًا ليحاصر به مملكتك ويعتقد أنك ستستسلم . ولكن اللعب التي وضعتها بجانب الرسول معناها ان جيشنا أقوى من جيشكم ، واذا قورن بجيشنا فهو كالأطفال الذين لا يصلحون إلا للّعب بمثل هذه اللعب . ولكن الرسول بذر القمح ، ومعنى ذلك أن الامبراطور سيرسل عددًا كبيرًا من الجنود ولكني رددت عليه بأن أطلقت الدجاجة فالتقطت كل الحبوب ، ومعناها ان كل واحد من جنودنا يمكنه ان يتغلب على عشرات من جنودهم ، فالقوة ليست بالعدد ، وبذلك اعتقد اننا رددنا على رسالة الامبراطور واعتقد انه لن يجرؤ على إرسال جنوده لغزونا.»
اعتدل الملك في جلسته وطلب من الرجل ان يحدد مطلبه ، فقال النساج :
« أريد ان امتلك قطعة الأرض التي عليها كوخي والحديقة المجاورة له ، وأحب ان تتذكر يا مولاي أن أي شخص مهما قل شأنه ومهما كانت مهنته أو عمله بسيطًا ، يمكنه ان يخدم وطنهُ كأي وزير أو ملك .»
بعد أن انتهى الملك من الاستماع الى شكاوى رعاياه ، همّ بالخروج للتنزه في حدائق القصر ، وإذا به يسمع صوت جلبة وضوضاء ودق طبول ، فدهش الملك وتساءل عن القادم.
هرول الحراس الى خارج القصر لمعرفة سبب هذه الضوضاء ، ثم عادوا مسرعين ليعلنوا للملك عن وصول رسول من امبراطور الشرق يريد المثول بين يديه. فأمر الملك بإدخاله فورًا وهو في دهشة وحيرة من أمر الرسالة التي يحملها الرسول ، لأنه كان يخشى بطش وقوة امبراطور الشرق.
وعندما دخل الرسول لم ينطق بكلمة واحدة ، بل انحنى راكعًا ثم نهض ، وبسرعة رسم دائرة سوداء حول العرش الذي يجلس عليه الملك ، ثم جلس على المقعد الذي أحضره له الحاجب.
ومن الواضح انه كان لا بد للملك من حل هذا اللغز لكي يفهم سر رسالة الامبراطور ، ورجع الملك الى وزرائه وسألهم عن معنى هذه الرسالة ، ولكن كلا منهم فسّر حل اللغز بالطريقة التي ترامت له ، تضاربت الأقوال فنهرهم الملك قائلا :
« اخرجوا جميعًا الى المدينة ، وليبحث كل منكم عن الحكماء في المملكة ، لكي يحلوا لنا هذا اللغز قبل غروب الشمس ، واذا لم تأتوا بنتيجة فستقطع رقابكم جميعًا.»
خرج الوزراء مهرولين واتفقوا على تقسيم المدينة الى مناطق وقام كل منهم بسؤال الحكماء الذين في منطقته ، ولكن دون جدوى إذ لم يمكنهم تفسير هذا اللغز.
وعندما قاربت الشمس على المغيب وجد أحد الوزراء كوخًا صغيرًا في طرف المدينة ، وعندما دخله وجده خاليًا ، ووقع نظره على ستارة معلقة على شباك تتحرك وحدها برفق وفي حركة خفيفة ومنتظمة وبذلك ترطب جو الحجرة ويصبح هواؤها منعشًا جميلا .. ونظر من شباك الكوخ فرأى بجانبه دكانًا وبه نسّاج عجوز وأمامه منسج ، ولكن الغريب في الأمر أنه وجد الرجل العجوز يراقب الخيوط فقط . والمنسج يتحرك وينسج بدون أي جهد منه .
فرح الوزير وقال لنفسه : لا بد أن يكون هذا الرجل أذكى رجل في الدولة . فأتجه اليه وقصّ عليه القصة وبعد فترة من التفكير ، قال النسّاج : «لقد عرفت مضمون الرسالة واعددت الرد ، انتظرني لحظة وسأحضر معك في الحال».
ذهب الرجل الى كوخه وأحضر لعبتين صغيرتين واخذ دجاجة حيّة وقال للوزير:
« هيا بنا «.
دخل الوزير والرجل الى القصر ، وفي الحال وضع الرجل اللعبتين أمام الرسول ، وردًا على ذلك اخرج الرسول من جيبه حفنة من القمح وبعثرها أمام الملك ، وبعدها أطلق النسّاج الدجاجة التي كان يحملها فالتقطت كل الحبوب بسرعة.
وبعدها قام الرسول وانحنى أمام الملك وغادر قاعة العرش بدون أن ينطق بكلمة واحدة ، ثم قال الملك للنسّاج :
« لقد حللت لنا لغز الرسالة ولك ما تطلب ، ولكن أحب أن تفسّر لي الرسالة وردك عليها .»
رد الرجل قائلا : « يا جلالة الملك ! ان الدائرة السوداء معناها ان الامبراطور سيرسل جيشًا ليحاصر به مملكتك ويعتقد أنك ستستسلم . ولكن اللعب التي وضعتها بجانب الرسول معناها ان جيشنا أقوى من جيشكم ، واذا قورن بجيشنا فهو كالأطفال الذين لا يصلحون إلا للّعب بمثل هذه اللعب . ولكن الرسول بذر القمح ، ومعنى ذلك أن الامبراطور سيرسل عددًا كبيرًا من الجنود ولكني رددت عليه بأن أطلقت الدجاجة فالتقطت كل الحبوب ، ومعناها ان كل واحد من جنودنا يمكنه ان يتغلب على عشرات من جنودهم ، فالقوة ليست بالعدد ، وبذلك اعتقد اننا رددنا على رسالة الامبراطور واعتقد انه لن يجرؤ على إرسال جنوده لغزونا.»
اعتدل الملك في جلسته وطلب من الرجل ان يحدد مطلبه ، فقال النساج :
« أريد ان امتلك قطعة الأرض التي عليها كوخي والحديقة المجاورة له ، وأحب ان تتذكر يا مولاي أن أي شخص مهما قل شأنه ومهما كانت مهنته أو عمله بسيطًا ، يمكنه ان يخدم وطنهُ كأي وزير أو ملك .»
2015-05-25, 10:55 pm من طرف سلطان
» نهفات
2015-05-09, 7:05 pm من طرف سلطان
» أعظم جنود الله
2015-05-09, 6:58 pm من طرف سلطان
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
2015-05-09, 6:47 pm من طرف سلطان
» الوردة والفراشة
2015-05-09, 6:37 pm من طرف سلطان
» وفوق كل ذي علم عليم
2015-04-26, 10:19 pm من طرف سلطان
» عشاق الليل
2015-04-26, 9:58 pm من طرف سلطان
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
2015-04-20, 11:02 pm من طرف سلطان
» اشتاقكم
2015-04-19, 9:47 pm من طرف سلطان
» التين ..... الفاكهة الكنز
2015-04-19, 9:33 pm من طرف سلطان