المزاج
من طرف سلطان 2013-11-07, 7:56 pmبعد موت الخليفة المأمون
تولى الخلافة العباسية اخوه المعتصم
وكان قائدا عسكريا قويا بدا خلافته بمواجهة فتنة بابك الخرمي
هذه الفتنة التي ابعادا سياسية واجتماعية خطيرة في البلاد الاسلامية حيث
كانت تدعو الى الاباحية والانحلال في كل شيء
لكن القائد افشين احد قادة المعتصم استطاع تضييق الخناق عليهم
ومحاصرة هذه الفتنة في ارض اذربيجان.
وفي ظل انشغال المعتصم بهذه الفتنة اغارت بعض القوات البيزنطية
على بعض الثغور الاسلامية القريبة منها مثل مدينة ( زبطرة )
وفي هذه الهجمة الغادرة استطاعت القوات المعتدية قتل الكثير من المسلمين
وقطع انوف البعض كما سبوا النساء من المدينة وهنا اطلقت احدى الاسيرات صرخة مدوية
في الافاق فقالت ( وا معتصماه ) وصل خبر الصرخة الى المعتصم فاعلن النفير
العام والجهاد في سبيل الله وتلبية لنداء مسلمة حرة وقعت في الاسر
تحرك المعتصم على راس جيش كبير محملا بالعدة والعتاد
وكان ذلك في العام 233 هـ الموافق للعام 738 م وفي طريقه الى عمورية
دمرت جيوشه مدينة انقرة وكانت عمورية مدينة محصنة ذات ابراج عالية
واسوار المنيعة فحاصرها حصارا شديدا وسلط عليه المنجنيق
يدكها ليل نهار وكان في جيش المعتصم احد المتنصرين
الذي ترك الاسلام ثم مالبث ان عاد اليه وكان
هذا يعرف اماكن في الاسوار كان السيل دمرها في وقت سابق
واعادوا بنائها بناء ضعيفا فاشار للمعتصم على مكان ما دمر السيل من الاسوار فضربها بالمنجنيق
وكان يحيط بالاسوار خندق عظيم فلما راى المعتصم الخندق
وانه سيعيق عملية تقمه نحو المدينة .
.وكان المعتصم في طريقه الى عمورية قد غنم اغناما كثيرة
من المدن التي فتحها بطريقه فامر كل رجل من الجيش ان يأكل راسا
من الماشية ثم يمللأ جلده بالتراب ويضعه في الخندق
ويهيل عليه من التراب ما استطاع
وقد فعل الجنود ما امروا به فاصبح الخندق كأنه طريق ممهدة للجيوش
استمر حصار المدينة عدة اشهر استطاع بعدها الجيش الاسلامي دخول المدينة
واسر قائدها وقتل جنودها ودمر اسوارها وابوابها كانلة
وتذكر الروايات انه استطاع دخولها يوم 17 زمضان وغنم المسلمون منها غنائم كثيرة
كان لهذا الانتصار صداه الواسع في طول البلاد الاسلامية وعرضها
واصبح المعتصم نموذجا للكرامة والشهامة والمروءة
اذ جيش الجيوش لنصرة امرأة استغاثت به وهو لا يعرفها ..
فاين نقف نحن اليوم من هذا
وتفتحت قريحة الشاعر العربي ابي تمام عن قصيدة يمدح فيها المعتصم
وما فعل بعمورة فقال قصيدته التي مطلعها
السيف اصدق إنباء من الكتب .. في حده الحد بين الجد واللعب
» نهفات
» أعظم جنود الله
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
» الوردة والفراشة
» وفوق كل ذي علم عليم
» عشاق الليل
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
» اشتاقكم
» التين ..... الفاكهة الكنز