استجمع بقايا شجاعته ، واثقاً أنه سيصل ـ حتى لو تأخر قليلاً ـ بخطواته المرتبكة بفعل عكازه الجديد.
تقدم نحوها ، حتى وقف بجانبها ، قرب البوابة الشمالية لجامعة اليرموك.
قبل أن يعتزم على مصارحتها ، بالأمر ، حمد الله كثيراً: لان قدمه الثانية لم يمسها العطب ، على إثر انفجار اللغم الرهيب ، الذي أودى بقدمه اليمنى كاملة ، قبل ثلاث سنوات.
ـ شو مالك بتتطلع فيّ هيك؟
ارتبك قليلاً ، ثم اختصر ما في جعبته من كلمات.
ـ تتزوجيني؟
قهقهت بكبرياء جرح للتو
ـ بدك اياني أصوم أصوم ، وأفطر على بصله؟
استجمع بقايا شجاعته ، حاول أن يبتسم ليشعرها بأن كلماتها لم تقتله ، بعدُ. لكن محاولته عطبت فيه أشياء كثيرة ، لم يشعر ، يوماً ، أنها بهذه الأهمية.
تنهد بحرقة ، وراح يسأل الناس عن أقرب مبغى.
قصيدة أخرى من أجلها
تنهّد ، بارتياح ، بعد أن أنهى كتابة قصيدته.
دقت الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل. لملم أوراقه ، من جديد ، وراح يكتب لها قصيدة جديدة.
طوال سنوات الجامعة وهو يلاحقها. يكتب لها ، يومياً ، وفي أحايين كثيرة ، بمعدل قصيدتين أو ثلاثاً.
احترف الشعر من أجلها ، فجادت قريحته بآلاف القصائد وهو يتغزل بها ، ويصف عنادها وقسوة أنوثتها.
غيّر تخصصه كي يظل بقربها. لم ينجح ، في كثير من المواد ، فقط ، لأنها لم تنجح هي فيها ، رغم تفوقه وعزمه على النجاح. لم تمانع ، يوماً ، أن تتسلم منه أي قصيدة ، لكنها لم تكن تعيره اهتمامها. التقاها ، يوم التخرج. سألها عن رأيها في القصائد ، فقالت ، بهدوء حقيقي:
ـ قصائدك موحية وجميلة ، وتعيش معي ، لكنني لا أطيقك.. لا أطيقك.. فما العمل؟
ابتسم بغباء. وجلس في ظل سور مبنى 'الفنون' ، وراح يكتب لها قصيدة جديدة.
منقول
2015-05-25, 10:55 pm من طرف سلطان
» نهفات
2015-05-09, 7:05 pm من طرف سلطان
» أعظم جنود الله
2015-05-09, 6:58 pm من طرف سلطان
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
2015-05-09, 6:47 pm من طرف سلطان
» الوردة والفراشة
2015-05-09, 6:37 pm من طرف سلطان
» وفوق كل ذي علم عليم
2015-04-26, 10:19 pm من طرف سلطان
» عشاق الليل
2015-04-26, 9:58 pm من طرف سلطان
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
2015-04-20, 11:02 pm من طرف سلطان
» اشتاقكم
2015-04-19, 9:47 pm من طرف سلطان
» التين ..... الفاكهة الكنز
2015-04-19, 9:33 pm من طرف سلطان