بالامس كنت في المستشفى وفي لحظات الانتظار للدخول على الطبيب دخلت عجوز سبعينية تلبس ثوبا اسودا معفرة بالتراب حتى ما عدت تعرف لون ثوبها وكان برفقتها شاب ثلاثيني دخل بها مباشرة الى الطبيب والذي بدوره احالهما لمفرزة الشرطة في المستشفى وسمعت الشاب يصيح محتدا .. نعم نعم بدنا نشتكي وزود الشرطة باسم المشتكى عليه وعنوانه
وشاءت الصدف ان يجلسوا بجانبي لراحة العجوز التي ما لبثت ان قامت من مكانها وعادت الى الشرطة وطلبت الغاء الشكوى
سألتهم عن قصتهم ويا لعجب ما سمعت
ابن العجوز قام بضربها ضربا مبرحا لدرجة ادخلتها المستشفى والاعجب من ذلك ان الشاب المرافق لها ما هو الا جار لهم انقذ الام من بين يدي ولدها وجاء يطببها مما دفعني للكتابة بهذا المجال ....
وكأن ولدها ما قرأ قوله تعالى:
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
وكأنه لم يعلم أن الله قد قرن توحيده بالإحسان للوالدين..
وكانه لم يقرأ قوله تعالى
(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى مبتعدين عن تعاليم ديننا الحنيف في برنا لوالديناوغيرها من امور حياتنا
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأن احدنا قد ضمن لنفسه ان يعيش أبد الدهر..
لم يعلم صاحبنا ان الله تعالى قد وضع بين يديه كنز ثمين وانه قد غفل عن هذا الكنز ولم يبصره وانه تعالى قد فتح له بابا الى الجنة يأبى ان يدخل من خلاله
وكأن صاحبنا ومن هم على شاكلته لم يتمعن بقوله تعالى:
( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-15
أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما".
اسمعوا هذا الحديثالذي لم يسمع به صاحبنا
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -
( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟
فقالوا : حارثة بن النعمان )فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان
أبر الناس بأمه ] )
رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وكأنه لم يعلم حتى لو وصل الامر بالوالدان الى مرحلة الحث على الشرك بالله كان من الوجب على الابن برهما..
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال(نعم، صلي أمك))متفق عليه.
ولكن يا للأسف ...
يمر علينا كل فترة قصة لا تتفق مع احاديث المصطفى
ومصيبتنا باصحاب هذه القصص انهم يقعون ضمن تعداد امة محمد صلى الله عليه وسلم ..
عدل سابقا من قبل سلطان في 2012-02-14, 4:30 pm عدل 1 مرات
2015-05-25, 10:55 pm من طرف سلطان
» نهفات
2015-05-09, 7:05 pm من طرف سلطان
» أعظم جنود الله
2015-05-09, 6:58 pm من طرف سلطان
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
2015-05-09, 6:47 pm من طرف سلطان
» الوردة والفراشة
2015-05-09, 6:37 pm من طرف سلطان
» وفوق كل ذي علم عليم
2015-04-26, 10:19 pm من طرف سلطان
» عشاق الليل
2015-04-26, 9:58 pm من طرف سلطان
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
2015-04-20, 11:02 pm من طرف سلطان
» اشتاقكم
2015-04-19, 9:47 pm من طرف سلطان
» التين ..... الفاكهة الكنز
2015-04-19, 9:33 pm من طرف سلطان