فتح عمورية .. وامعتصماه
بعد موت المأمون تولى الخلافة العباسية القائد العسكري القوي المعتصم الذي بدأ خلافته بمواجهه فتنة بابك الخرمي هذه الفتنة التي اتخذت أبعادا سياسية واجتماعية خطيرة في البلاد الإسلامية حيث كانت تدعو الى الانحلال والإباحية في كل شيء،
لكن القائد "أفشين" احد قادة المعتصم استطاع تضييق الخناق عليهم ومحاصرة هذه الفتنة في مناطق أذربيجان.
وفي ظل انشغال المعتصم بهذه الفتنة، أغارت القوات البيزنطية على بعض الثغور الإسلامية ومنها "زبطرة"،
حيث قتلت الكثير من المسلمين وقطعت رؤوسهم وأنوفهم وسبت النساء.
فأطلقت إحدى الأسيرات العربيات المسلمات من الأسر صرخة وامعتصماه،
فوصلت هذه الاستغاثة الى المعتصم الذي أعلن النفير العام والجهاد وتلبية النداء.
تحرك المعتصم على رأس جيش كبير محملا بالعدة والعتاد عام (233هـ - 738م) حين دمرت جيوشه أنقرة متوجها الى عمورية المدينة ذات الأبراج العالية والأسوار المنيعة،
فحاصرها حصارا محكما وقام بضربها بالمنجنيق في مواقع أرشده إليها احد المسلمين الذين تنصروا وعاد الى الاسلام بعدما رأى جيش المعتصم،
حين أشار الى الأسوار التي دمرها السيل في وقت سابق وتم بناؤها بناء ضعيفا.
ويقال لما رأى المعتصم عمق خندقها وكان قد غنم أغناما كثيرة بالطريق،
امر كل رجل ان يأكل رأسا من الغنم ويجيء بملء جلده ترابا ويرميه بالخندق وبعد وضعها كلها أهال فوقها التراب حتى صارت طريقا ممهدة لجيوشه.
وبعد حصار استمر عدة شهور استطاع المعتصم دخولها واسر قادتها وقتل جنودها ودمر ابوابها واسوارها كاملة، حيث تذكر بعض الروايات انه دخلها في 17 رمضان حيث استولى عليها وغنم المسلمون منها غنائم كبيرة.
كان لهذا الانتصار صداه في البلاد الاسلامية وابت المروءة والكرامة والعزة الا ان تنتصر للمرأة العربية المسلمة واصبح المعتصم نموذجا للرجولة والكرامة والدفاع عن الاسلام والمسلمين وما ان تقرأ هذه الوقائع التاريخية حتى تستعيد نشوة الانتصارات وبقوة وعزةالاسلام خاصة في هذه الظروف التي تمر بها امتنا العربية والاسلامية وهي في أسوأ احوالها فهل يرجع الابطال وتعود الانتصارات.
ومن الامثلة التي يتجاذبها الناس عن مروءة المعتصم وخذلان القادة العرب والمسلمين هو قول امير الشعراء شوقي حين قال
رُب وا معتصماه انطلقت .. من افواه الصبايا اليُتم
لامست اسماعهم لكنها ..لم تلامس نخوة المعتصم
وقد مجد الشاعر ابو تمام هذه الموقعة بقصيدة مطولة مجد فيها المعتصم وافعاله في المعركة نذكرها فيما يلي منها :-
بعد موت المأمون تولى الخلافة العباسية القائد العسكري القوي المعتصم الذي بدأ خلافته بمواجهه فتنة بابك الخرمي هذه الفتنة التي اتخذت أبعادا سياسية واجتماعية خطيرة في البلاد الإسلامية حيث كانت تدعو الى الانحلال والإباحية في كل شيء،
لكن القائد "أفشين" احد قادة المعتصم استطاع تضييق الخناق عليهم ومحاصرة هذه الفتنة في مناطق أذربيجان.
وفي ظل انشغال المعتصم بهذه الفتنة، أغارت القوات البيزنطية على بعض الثغور الإسلامية ومنها "زبطرة"،
حيث قتلت الكثير من المسلمين وقطعت رؤوسهم وأنوفهم وسبت النساء.
فأطلقت إحدى الأسيرات العربيات المسلمات من الأسر صرخة وامعتصماه،
فوصلت هذه الاستغاثة الى المعتصم الذي أعلن النفير العام والجهاد وتلبية النداء.
تحرك المعتصم على رأس جيش كبير محملا بالعدة والعتاد عام (233هـ - 738م) حين دمرت جيوشه أنقرة متوجها الى عمورية المدينة ذات الأبراج العالية والأسوار المنيعة،
فحاصرها حصارا محكما وقام بضربها بالمنجنيق في مواقع أرشده إليها احد المسلمين الذين تنصروا وعاد الى الاسلام بعدما رأى جيش المعتصم،
حين أشار الى الأسوار التي دمرها السيل في وقت سابق وتم بناؤها بناء ضعيفا.
ويقال لما رأى المعتصم عمق خندقها وكان قد غنم أغناما كثيرة بالطريق،
امر كل رجل ان يأكل رأسا من الغنم ويجيء بملء جلده ترابا ويرميه بالخندق وبعد وضعها كلها أهال فوقها التراب حتى صارت طريقا ممهدة لجيوشه.
وبعد حصار استمر عدة شهور استطاع المعتصم دخولها واسر قادتها وقتل جنودها ودمر ابوابها واسوارها كاملة، حيث تذكر بعض الروايات انه دخلها في 17 رمضان حيث استولى عليها وغنم المسلمون منها غنائم كبيرة.
كان لهذا الانتصار صداه في البلاد الاسلامية وابت المروءة والكرامة والعزة الا ان تنتصر للمرأة العربية المسلمة واصبح المعتصم نموذجا للرجولة والكرامة والدفاع عن الاسلام والمسلمين وما ان تقرأ هذه الوقائع التاريخية حتى تستعيد نشوة الانتصارات وبقوة وعزةالاسلام خاصة في هذه الظروف التي تمر بها امتنا العربية والاسلامية وهي في أسوأ احوالها فهل يرجع الابطال وتعود الانتصارات.
ومن الامثلة التي يتجاذبها الناس عن مروءة المعتصم وخذلان القادة العرب والمسلمين هو قول امير الشعراء شوقي حين قال
رُب وا معتصماه انطلقت .. من افواه الصبايا اليُتم
لامست اسماعهم لكنها ..لم تلامس نخوة المعتصم
وقد مجد الشاعر ابو تمام هذه الموقعة بقصيدة مطولة مجد فيها المعتصم وافعاله في المعركة نذكرها فيما يلي منها :-
السَّيْفُ أَصْدَقُ إنْبَـاءً مِـنَ الكُتُبِ ...في حَـدِّهِ الحَـدُّ بَيْـنَ الجِـد واللَّعِـبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في* * مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ
والعِلْـمُ فـي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً * * بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لا في السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ
أَيْنَ الروايَـةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُـومُ وَمَا * * صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ
تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّقَةً * *لَيْسَتْ بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـدَّتْ ولا غَــرَبِ
عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً * * عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ
وخَوَّفُوا النـاسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ * * إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـبِ
ِوَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيا مُرَتِّبَةً * * مَـاكَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ
يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلةٌ * *مادار فـي فلَـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ
لـو بيَّنـتْ قـطّ أَمـراً قبْل مَوْقِعِه* * لم تُخْـفِ ما حـلَّب الأوثـانِ والصُّلُـبِ
فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيطَ بِهِ* * نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ
فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَاءِ لَهُ* *وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـبِ
ِيَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ * *مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ
أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ في صعَدٍ* * والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب
ِأُمٌّ لَهُـمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا * * فـدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَب
وَبَرْزَةِ الوَجْهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُهَا* *كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ
بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـاكَفُّ حَادِثَةٍ* *وَلاتَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ
مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْقَبل ذَلِكَ قَدْ * *شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ
حَتَّـى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا * * مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ
أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَةُ السَّوْدَاءُ سَادِرَةً* * مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَةَ الكُرَبِ
َجرَى لَهَـا الفَألُ بَرْحَاً يَوْمَ أنْقِرَةٍ* * إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَاتِ والرِّحَبِ
ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَدْ خَرِبَتْ* *كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ
كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِنْ فَارسٍ بَطَلٍ* *قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ
بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطِّي مِنْ دَمِه* * لا سُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـبِ
ِلَقَـدْ تَرَكـتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها * * لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ
غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْلِ وَهْوَ ضُحًى* *يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ
حَتَّى كَأَنَّ جَلاَبيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ* * عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ
ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَاءُ عاكِفَةٌ * * وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ * * والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ
تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريحَ الْغَمَامِ لَها* * عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْـسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على* *بانٍ بأهلٍ وَلَـم تَغْـرُبْ علـى عَـزَبِ
مَا رَبْـعُ مَيَّـةَ مَعْمُـوراً يُطِيـفُ بِـهِ* *غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِـنْ رَبْعِهَـا الخَـرِبِ
ولا الْخُـدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ* * أَشهى إلى ناظِري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ
سَماجَـةً غنِيَـتْ مِنَّـ االعُيون بِها* * عَنْ كل حُسْـنٍ بَـدَا أَوْ مَنْظَـر عَجَـبِ
وحُسْـنُ مُنْقَـلَبٍ تَبْـقى عَوَاقِبُهُ* * جَـاءَتْ بَشَاشَتُـهُ مِـنْ سُـوءِ مُنْقَلَـبِ
لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِنْ أَعْصُرٍ كَمَنَتْ* * لَهُا لعَواقِـبُ بَيْـنَ السُّمْـرِ والقُضُـبِ
تَدْبيـرُ مُعْتَصِـمٍ بِاللَّـهِ مُنْتَقِمٍ لِلَّهِ* * مُرْتَـقِـبٍ فــي الـلَّـهِ مُـرْتَـغِـبِ
ومُطْعَـمِ النَّصـرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ* * يوْماًولاَ حُجِبَـتْ عَـنْ رُوحِ مُحْتَجِـبِ
ِلَمْ يَغْـزُ قَوْمـاً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ * * إلاَّ تَقَدَّمَـهُ جَـيْـشٌ مِــنَ الـرعُـبِ
لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً،يَوْمَ الْوَغَى، لَغَدا * * مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فـي جَحْفَـلٍ لَجِـبِ
رَمَـى بِـكَ اللَّـهُ بُرْجَيْهَا فَهَدَّمَها * * ولَوْرَمَى بِكَ غَيْـرُ اللَّـهِ لَـمْ يُصِـبِ
مِـنْ بَعْـدِ مـا أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا * * واللَّـهُ مِفْتـاحُ بَـابِ المَعقِـل الأَشِـبِ
وقـال ذُو أَمْرِهِمْ لامَرْتَعٌ صَدَدٌ * * للسَّارِحينَ وليْـسَ الـوِرْدُ مِـنْ كَثَـبِ
أَمانياً سَلَبَتْهُمْ نُجْحَ هَاجِسِها * * ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْـرَاف القـنـا السُّلُـبِ
إنَّ الحِمَامَيْنِ مِنْ بِيضٍ ومِنْ سُمُرٍ * * دَلْوَا الحياتين مِـن مَـاءٍ ومـن عُشُـبٍ
لَبَّيْـتَ صَوْتـاً زِبَطْرِيّـاً هَرَقْتَ لَهُ * * كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُـرَّدِ العُـرُبِ
عَداكَ حَـرُّ الثُّغُـو رِالمُسْتَضَامَةِ عَنْ* * بَرْدِ الثُّغُور وعَـنْ سَلْسَالِهـا الحَصِـبِ
أَجَبْتَـهُ مُعْلِنـاً بالسَّيْـفِ مُنْصَلِتـاً * * وَلَوْ أَجَبْـتَ بِغَيْرِ السَّيْـفِ لَـمْ تُجـبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً* * ولَـم تُعَـرجْ عَلـى الأَوتَـادِ وَالطُّنُـبِ
ِلَمَّا رَأَى الحَرْبَ رَأْيَ العين تُوفَلِسٌ* * والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ
غَـدَا يُصَرفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها* * فَعَـزَّهُ البَحْـرُ ذُو التَّيـارِ والـحَـدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ * * عَن غَـزْوِ مُحْتَسِـبٍ لا غـزْو مُكتسِبِ
لـمْ يُنفِـق الذهَبَ المُرْبي بكَثْرَتِهِ* * على الحَصَى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ
إنَّ الأُسُـودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها* *يَومَ الكَرِيهَةِ فـي المَسْلـوب لا السَّلـبِ
وَلَّـى، وَقَـدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ * * بِسَكْتَةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فـي صخَـبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى* * يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِ
وَوكلا بِيَفَـاعِ الأرْضِ يُشْرِفـُهُ * * مِنْ خِفّة الخَوْفِ لا مِنْ خِـفَّـةِ الطـرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ * * أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ* *جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ
يا رُبَّ حَوْبَـاءَ لمَّـا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ * * طابَتْ ولَوْضُمخَتْ بالمِسْـكِ لم تَطِـبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ * * حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب
ِوالحَرْبُ قائمَـةٌ في مأْزِقٍ لَجِـجٍ * * تَجْثُوالقِيَامُ بِه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ
كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ* * وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ
كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها * * إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ
كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً* * تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ
بيضٌ إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا رَجعَتْ * * أَحَـقُّ بالبيض أتْـرَابـاً مِنَ الحُجُـبِ
خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ* * جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبَ
نُصرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها* * تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ
إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن رَحِمٍ* * مَوْصُـولَةٍ أَوْ ذِمَـامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـبِ
ِفبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا * * وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـبِ
ِأَبْقَتْ بَني الأصْفَرالمِمْرَاضِ كاسْمِهمُ * * صُفْـرَالوجُـوهِ وجلَّتْ أَوْجُـهَ العَرَبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في* * مُتُونِهـنَّ جـلاءُ الـشَّـك والـريَـبِ
والعِلْـمُ فـي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً * * بَيْنَ الخَمِيسَيْـنِ لا في السَّبْعَـةِ الشُّهُـبِ
أَيْنَ الروايَـةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُـومُ وَمَا * * صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومـنْ كَـذِبِ
تَخَرُّصَـاً وأَحَادِيثـاً مُلَفَّقَةً * *لَيْسَتْ بِـنَـبْـعٍ إِذَا عُـدَّتْ ولا غَــرَبِ
عَجَائِبـاً زَعَـمُـوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً * * عَنْهُنَّ في صَفَـرِ الأَصْفَـار أَوْ رَجَـبِ
وخَوَّفُوا النـاسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ * * إذَا بَـدَا الكَوْكَـبُ الْغَرْبِـيُّ ذُو الذَّنَـبِ
ِوَصَيَّـروا الأَبْـرجَ العُلْـيا مُرَتِّبَةً * * مَـاكَـانَ مُنْقَلِبـاً أَوْ غيْـرَ مُنْقَـلِـبِ
يقضون بالأمـرِ عنهـا وهْـيَ غافلةٌ * *مادار فـي فلَـكٍ منهـا وفـي قُطُـبِ
لـو بيَّنـتْ قـطّ أَمـراً قبْل مَوْقِعِه* * لم تُخْـفِ ما حـلَّب الأوثـانِ والصُّلُـبِ
فَتْـحُ الفُتـوحِ تَعَالَـى أَنْ يُحيطَ بِهِ* * نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْـرٌ مِـنَ الخُطَـبِ
فَتْـحٌ تفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّـمَاءِ لَهُ* *وتَبْـرزُ الأَرْضُ فـي أَثْوَابِهَـا القُشُـبِ
ِيَـا يَـوْمَ وَقْعَـةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ * *مِنْـكَ المُنَـى حُفَّـلاً مَعْسُولَـةَ الحَلَـبِ
أبقيْتَ جِدَّ بَنِـي الإِسـلامِ في صعَدٍ* * والمُشْرِكينَ ودَارَ الشـرْكِ فـي صَبَـب
ِأُمٌّ لَهُـمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا * * فـدَاءَهَـا كُــلَّ أُمٍّ مِنْـهُـمُ وَأَب
وَبَرْزَةِ الوَجْهِ قَـدْ أعْيَـتْ رِيَاضَتُهَا* *كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَـرِبِ
بِكْـرٌ فَمـا افْتَرَعَتْهَـاكَفُّ حَادِثَةٍ* *وَلاتَرَقَّـتْ إِلَيْـهَـا هِـمَّـةُ الـنُّـوَبِ
مِنْ عَهْـدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْقَبل ذَلِكَ قَدْ * *شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْـيَ لَـمْ تَشِـبِ
حَتَّـى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا * * مَخْضَ البِخِيلَـةِ كانَـتْ زُبْـدَةَ الحِقَـبِ
أَتَتْهُـمُ الكُـرْبَةُ السَّوْدَاءُ سَادِرَةً* * مِنْهَـا وكـانَ اسْمُهَـا فَرَّاجَةَ الكُرَبِ
َجرَى لَهَـا الفَألُ بَرْحَاً يَوْمَ أنْقِرَةٍ* * إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَاتِ والرِّحَبِ
ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَهـا بِالأَمْـسِ قَدْ خَرِبَتْ* *كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْـدَى مـن الجَـرَبِ
كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَـا مِنْ فَارسٍ بَطَلٍ* *قَانِـي الذَّوائِـب مـن آنـي دَمٍ سَـربِ
بسُنَّـةِ السَّيْـفِ والخطِّي مِنْ دَمِه* * لا سُنَّـةِ الديـن وَالإِسْـلاَمِ مُخْتَـضِـبِ
ِلَقَـدْ تَرَكـتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها * * لِلنَّارِ يَوْمـاً ذَليـلَ الصَّخْـرِ والخَشَـبِ
غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْلِ وَهْوَ ضُحًى* *يَشُلُّـهُ وَسْطَهَـا صُبْـحٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ
حَتَّى كَأَنَّ جَلاَبيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ* * عَنْ لَوْنِهَـا وكَـأَنَّ الشَّمْـسَ لَـم تَغِـبِ
ضَوْءٌ مِـنَ النَّـارِ والظَّلْمَاءُ عاكِفَةٌ * * وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ فـي ضُحـىً شَحـبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ * * والشَّمْـسُ وَاجِبَـةٌ مِـنْ ذَا ولَـمْ تَجِـبِ
تَصَرَّحَ الدَّهْـرُ تَصْريحَ الْغَمَامِ لَها* * عَنْ يَوْمِ هَيْجَـاءَ مِنْهَـا طَاهِـرٍ جُنُـبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْـسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على* *بانٍ بأهلٍ وَلَـم تَغْـرُبْ علـى عَـزَبِ
مَا رَبْـعُ مَيَّـةَ مَعْمُـوراً يُطِيـفُ بِـهِ* *غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِـنْ رَبْعِهَـا الخَـرِبِ
ولا الْخُـدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ* * أَشهى إلى ناظِري مِـنْ خَدهـا التَّـرِبِ
سَماجَـةً غنِيَـتْ مِنَّـ االعُيون بِها* * عَنْ كل حُسْـنٍ بَـدَا أَوْ مَنْظَـر عَجَـبِ
وحُسْـنُ مُنْقَـلَبٍ تَبْـقى عَوَاقِبُهُ* * جَـاءَتْ بَشَاشَتُـهُ مِـنْ سُـوءِ مُنْقَلَـبِ
لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِنْ أَعْصُرٍ كَمَنَتْ* * لَهُا لعَواقِـبُ بَيْـنَ السُّمْـرِ والقُضُـبِ
تَدْبيـرُ مُعْتَصِـمٍ بِاللَّـهِ مُنْتَقِمٍ لِلَّهِ* * مُرْتَـقِـبٍ فــي الـلَّـهِ مُـرْتَـغِـبِ
ومُطْعَـمِ النَّصـرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ* * يوْماًولاَ حُجِبَـتْ عَـنْ رُوحِ مُحْتَجِـبِ
ِلَمْ يَغْـزُ قَوْمـاً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ * * إلاَّ تَقَدَّمَـهُ جَـيْـشٌ مِــنَ الـرعُـبِ
لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً،يَوْمَ الْوَغَى، لَغَدا * * مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فـي جَحْفَـلٍ لَجِـبِ
رَمَـى بِـكَ اللَّـهُ بُرْجَيْهَا فَهَدَّمَها * * ولَوْرَمَى بِكَ غَيْـرُ اللَّـهِ لَـمْ يُصِـبِ
مِـنْ بَعْـدِ مـا أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا * * واللَّـهُ مِفْتـاحُ بَـابِ المَعقِـل الأَشِـبِ
وقـال ذُو أَمْرِهِمْ لامَرْتَعٌ صَدَدٌ * * للسَّارِحينَ وليْـسَ الـوِرْدُ مِـنْ كَثَـبِ
أَمانياً سَلَبَتْهُمْ نُجْحَ هَاجِسِها * * ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْـرَاف القـنـا السُّلُـبِ
إنَّ الحِمَامَيْنِ مِنْ بِيضٍ ومِنْ سُمُرٍ * * دَلْوَا الحياتين مِـن مَـاءٍ ومـن عُشُـبٍ
لَبَّيْـتَ صَوْتـاً زِبَطْرِيّـاً هَرَقْتَ لَهُ * * كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُـرَّدِ العُـرُبِ
عَداكَ حَـرُّ الثُّغُـو رِالمُسْتَضَامَةِ عَنْ* * بَرْدِ الثُّغُور وعَـنْ سَلْسَالِهـا الحَصِـبِ
أَجَبْتَـهُ مُعْلِنـاً بالسَّيْـفِ مُنْصَلِتـاً * * وَلَوْ أَجَبْـتَ بِغَيْرِ السَّيْـفِ لَـمْ تُجـبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً* * ولَـم تُعَـرجْ عَلـى الأَوتَـادِ وَالطُّنُـبِ
ِلَمَّا رَأَى الحَرْبَ رَأْيَ العين تُوفَلِسٌ* * والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَـى مِـنَ الحَـرَبِ
غَـدَا يُصَرفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها* * فَعَـزَّهُ البَحْـرُ ذُو التَّيـارِ والـحَـدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ * * عَن غَـزْوِ مُحْتَسِـبٍ لا غـزْو مُكتسِبِ
لـمْ يُنفِـق الذهَبَ المُرْبي بكَثْرَتِهِ* * على الحَصَى وبِـهِ فَقْـرٌ إلـى الذَّهَـبِ
إنَّ الأُسُـودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها* *يَومَ الكَرِيهَةِ فـي المَسْلـوب لا السَّلـبِ
وَلَّـى، وَقَـدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ * * بِسَكْتَةٍ تَحْتَهـا الأَحْشَـاءُ فـي صخَـبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى* * يَحْتَـثُّ أَنْجـى مَطَايـاهُ مِـن الهَرَبِ
وَوكلا بِيَفَـاعِ الأرْضِ يُشْرِفـُهُ * * مِنْ خِفّة الخَوْفِ لا مِنْ خِـفَّـةِ الطـرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ * * أَوْسَعْتَ جاحِمَهـا مِـنْ كَثْـرَةِ الحَطَـبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ* *جُلُودُهُـمْ قَبْـلَ نُضْـجِ التيـنِ والعِنَـبِ
يا رُبَّ حَوْبَـاءَ لمَّـا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ * * طابَتْ ولَوْضُمخَتْ بالمِسْـكِ لم تَطِـبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ * * حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيـتَ الغَضَـب
ِوالحَرْبُ قائمَـةٌ في مأْزِقٍ لَجِـجٍ * * تَجْثُوالقِيَامُ بِه صُغْـراً علـى الـرُّكَـبِ
كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ* * وتَحْتَ عارِضِها مِـنْ عَـارِضٍ شَنِـبِ
كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها * * إلـى المُخَـدَّرَةِ العَـذْرَاءِ مِـنَ سَبَـبِ
كَمْ أَحْـرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً* * تَهْتَزُّ مِـنْ قُضُـبٍ تَهْتَـزُّ فـي كُثُـبِ
بيضٌ إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا رَجعَتْ * * أَحَـقُّ بالبيض أتْـرَابـاً مِنَ الحُجُـبِ
خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ* * جُرْثُومَـةِ الديْـنِ والإِسْـلاَمِ والحَسَبَ
نُصرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها* * تُنَـالُ إلاَّ علـى جسْـرٍ مِـنَ التَّـعـبِ
إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن رَحِمٍ* * مَوْصُـولَةٍ أَوْ ذِمَـامٍ غيْـرِ مُنْقَضِـبِ
ِفبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا * * وبَيْـنَ أيَّـامِ بَـدْرٍ أَقْــرَبُ النَّـسَـبِ
ِأَبْقَتْ بَني الأصْفَرالمِمْرَاضِ كاسْمِهمُ * * صُفْـرَالوجُـوهِ وجلَّتْ أَوْجُـهَ العَرَبِ
2015-05-25, 10:55 pm من طرف سلطان
» نهفات
2015-05-09, 7:05 pm من طرف سلطان
» أعظم جنود الله
2015-05-09, 6:58 pm من طرف سلطان
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
2015-05-09, 6:47 pm من طرف سلطان
» الوردة والفراشة
2015-05-09, 6:37 pm من طرف سلطان
» وفوق كل ذي علم عليم
2015-04-26, 10:19 pm من طرف سلطان
» عشاق الليل
2015-04-26, 9:58 pm من طرف سلطان
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
2015-04-20, 11:02 pm من طرف سلطان
» اشتاقكم
2015-04-19, 9:47 pm من طرف سلطان
» التين ..... الفاكهة الكنز
2015-04-19, 9:33 pm من طرف سلطان