كتب :
ديمه الفاعوري في صحيفة الدستور الاردنية عن بغداد تقول
عرتْ اربع ساعات من زخات مطر إلهي ، انهمر على بغداد ومدن العراق الجنوبية والوسطى بالامس ، عرت كل سوءات نظام الحكم القائم في العراق بعدما احالت الفيضانات المتدفقة العاصمة العراقية ، الى مدينة منكوبة وهي تواجه وحدها طوفانا من الطمى قل مثيله بعد طوفانات الدم التي مرت عليها على امتداد التاريخ .
بالامس وكما نقلت لنا الفضائيات صورا مؤلمه لما حل ببغداد التي كانت تغرق امام انظار حكامها الجدد الذين نسوا امر الرعية وفتشوا عن المغانم والمصالح عبر الازمات الطائفية ، ونسوا ان يؤمنوا لها نظاما للصرف الصحي والامطار ينقذها في ساعات محنة طارئة كهذه ،او يبعد عنها شبح اي فيضان للانهر ، لقد كشفت هذه الامطار كل مساوئ هذا النظام الذي يحضر نفسه للانتخابات العامة الجديدة من الان بانتخابات فرعية وتصفيات وتسقيطات لا اخلاقية لخصومه السياسين ..
وجاءت الطبيعة ثائرة لتلقي على هولاء المستهترين بحياة شعوبهم درسا من سيمسح كل دعاياتهم الانتخابية ،ويغسل العقول مما علق بها من اوهام البقاء ليضعهم في مواجهة شعب لن يرحمهم ابدا إن فكرو بالولاية الثالثة ، بعدما خانوا الامانة ووفي مقدمتهم امين بغداد الحالي وصاحبه المستقيل صابر العيساوي وهكذا غرقت بغداد من جديد في حزنها ،وكأن الطوفان اقسم ان يلازمها ويدخل البيوت محملا بهدايا من الطمى بدلا من هدايا اعياد الميلاد ،ستضل عالقة في الاذهان والنفوس تعاقب ايدِ بصمت لهولاء المهووسين بالسلطة وصناعة الازمات ، والطوفانات ..
في ساعات اربع ليس غير، تحولت بغداد الى مدينة للطمى وتوقفت كل شبكات الصرف الصحي والامطار عن العمل وتوقفت الحياة مع ان الماء يوصف بانه صانع الحياة .؟ وظهر النظام على حقيقته انه شلة عصابة لاتجيد غير التصفيات وصناعة الازمات ،وتلك رسالة السماء الى اهل العراق ان لايهادنوا بعد اليوم هذا النظام الدموي الذي تنقل بهم منذ عشر سنوات من طوفان دموي الى آخر.. ولان ارض العراق ارتوت بدماء شعبها على ايدي حكامها والعملاء والحاقدين والغزوات ،لم تعد نفاذية تربتها تستقبل ما يدخل الى جوفها ، لهذا بقت المياه تعلو وتعلو دون عاصم منها فدخلت البيوت مذكرة منذرة بان وعد ربك لو حان لن يكون له عاصم , هكذا هي بغداد المنصور تتنقل من فيضان دموي الى آخر .
واكتفى ولي امرها وهادم عزها نوري المالكي رئيس وزراء العراق وشلة المطبلين له يراقبون شعبهم يغرق في لجج من الماء والطمى ، وهو واقف على مبعدة عن المياه لكي لايبتل حذائه ، فيما بغداد تغرق وتغرق مكتفيا بسؤال معاونيه كيف حدث هذا واين ستذهب هذه المياه وماذا فعل امين بغداد الحالي والسابق اسئلة سيتلقى اجوبتها بالتاكيد اكاذيب فيما شعب العراق يغرق ، وصارت بيوته مستقرا لكل الاوحال .. متنقلة به من قهر الى قهر ..
مرت على العراق عبر التاريخ العديد من الطوفانات ابتدات معه من طوفان سيدنا نوح ابي الخليقة ، لكنها بقيت ارض الرافدين مهبطا للاديان والرسل من بعده والحضارات ، ولانها ارض خصبة وغنية بخيراتها انحدرت اليها اقوام غازية سرق بعظها خيراته وقتلوا ناسه وعملوا طوفانا من الدم اصطبغت بنسغه مياه النهر ، فكان ما مر عليه طوفان يتبع آخر ،هكذا كان تاريخك يا بغداد المنصور معمدا بالدم منذ سقوط عاصمة الخلافة العباسية الاول عام 1258 ميلادية بيد التتار..فتبادلت احتلاله من بعده الدولتين الصفوية والعثمانية حتى جاء التتار الجدد عام 2003 ، فماذا حصد العراقيون غير الطوفان ايضا .
ماذا لو استمرت الامطار اسبوعا كما تحدث في بعض البلدان ماذا لو انكسرت السداد او خربها عابث يريد ان يغرق بغداد بالكامل ماذا لو، لوى النهر عنقه واصطحبها معه اشلاءا مبعثرة ممزقة يدفع بها الفيضان والطوفان ليس الى جبال ارارات حيث وجدت سفينة نوح ،وانما الى البصرة وعند اقدام السياب وانشودته مطر مطر .. فياله من طوفان يمارس نفس طقوس القتل في العراق منذ فجر الحضارات وحتى الان ومع ذلك لم يجرأ احد ان يخاطب الامين السابق لبغداد ويساله اين هي شبكات تصريف المياه ..؟ وهي واحدة من اهم واجباتك واين ذهبت مليارات الشعب التي صرفت عليها ..؟ ومع ذلك حينما استقال قبل اقل من عام كرمه سيده المالكي وشريكه في نهب الخزينة العراقية بوضعه مستشارا في مجلس الوزراء لكي يضمن سكوته ..!!
مطر مطر ..
لله درك يا بدر شاكر السياب في قصيدتك ..مطر مطر ..كانك تنبأت لنا ان ياتينا هذا الطوفان فاسالهم يوم تدفعهم المقادير يا سياب عند قدميك فالقي عليهم مجددا ابياتها مطر مطر ولاتخف مثل الخائفين ..
مطر مطر منه المبتدأ ومنه الخبر ...من النهر والى البحر المستقر .. وبغداد يا سيدنا نوح تغرق في حزنها في وحلها، ووحل من حل عليها ، فهل من سفينة نجاة.. ؟ نحن اليوم نستشيرك فيمن تخلفه عليها قبطانا امينا يعبر بها عالي الموج وبحرالازمات .. ولا يخشى زخات المطر مهما انهمر..
مَطَر ...مَطَر ...
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟
يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !
وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر
أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،
عواصف الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :
' مَطَر ...مَطَر ...مَطَر ...
ديمه الفاعوري
dimahalfaouri@yahoo.com
المشاهدات: 1725| التعليقات: 1
(1) هدف حياتي تسلل 29-12-2012 01:41 PM
عيونك حلوات يا ديما
التسجيل الدخول
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الوكيل الاخباري بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الوكيل الاخباري علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
التعليق :
اضافة
احدث اخبار الرئيسية
ايمن زيدان مطلوب ل “جبهة النصرة”!
ذبحتونا تطالب بالتحقيق في تسريب أسئلة التوجيهي في “الشجرة”
العنود .. خرجت ولم تعد
أكبر معمر في العالم.. ياباني ناهز الـ115 سنة
اقرأ ايضا
أكفان الإنتخابات
عمّان ... يا .. عمان
+ 18
على اعتبار ما سيكون
اتبعنا على فيسبوك
أخبار فنية
تبرئة إلهام شاهين من" إشاعة الفاحشة"
الفنان عابد فهد من الزعتري: أطفالنا يموتون برداً وشبابنا بالبارود
ماذا قالت أحلام عن ملابس زميلاتها الفنانات؟
مفاجآت جديدة في وفاة «ويتني هيوستن»
شاهد خفة ظل شاكيرا في «The Voice»
المزيد
اخبار رياضية
منتخب 22 يتعادل مع الجزيرة وديا بالكرة
الرياضي والتطبيقية يبحثان عن لقب كأس السلة اليوم
زيدان يطالب رئيس ريال مدريد بإقالة مورينيو
شاهد بالصور ... هدية رونالدو لابنه في اعياد الميلاد!
ظهرت الحقيقة.. كاسياس مذنب ويستحق العقاب!
المزيد
منوعات و غرائب
الخادمة الأثيوبية قاتلة كفيلها بالسعودية : قراءة القرآن أثارت ضجري...
باراك اوباما يكشف احد اسرار حياته الزوجية
بالفيديو.. قناص أميركي: قتل الناس هو أفضل ما أقوم به
اختراع "الغيوم في المنزل" يتصدر قائمة "تايم"...
خليجي يتفاجأ بأكثر من 100 مليار دولار في حسابه!!
المزيد
2015-05-25, 10:55 pm من طرف سلطان
» نهفات
2015-05-09, 7:05 pm من طرف سلطان
» أعظم جنود الله
2015-05-09, 6:58 pm من طرف سلطان
» حياتك الدنيا ..هي هكذا
2015-05-09, 6:47 pm من طرف سلطان
» الوردة والفراشة
2015-05-09, 6:37 pm من طرف سلطان
» وفوق كل ذي علم عليم
2015-04-26, 10:19 pm من طرف سلطان
» عشاق الليل
2015-04-26, 9:58 pm من طرف سلطان
» عبد الرحمن الداخل وتاسيس الدولة الحديثة
2015-04-20, 11:02 pm من طرف سلطان
» اشتاقكم
2015-04-19, 9:47 pm من طرف سلطان
» التين ..... الفاكهة الكنز
2015-04-19, 9:33 pm من طرف سلطان